السبت، 13 فبراير 2016

مراجعة كتاب : The Fault in Our Stars لجون غرين ..

السبت، 13 فبراير 2016

هذا الكتاب يجمع تصنيفين اثنين من التصنيفات التي لا أقرأوها إلا نادراً ولا أستطيع القول أنهما من تصنيفاتي الأدبية المفضلة وهما الأدب المعاصر والرومانسية ولكن..


معلومات عن الكتاب

اسم الكتاب:
The Fault in Our Stars
ما تخبئه لنا النجوم / الخطأ في نجومنا / العيب في نجومنا
اللغة الأصلية: الإنجليزية
الترجمة العربية للكتاب: متوفرة
التصنيفات: أدب معاصر  -  أدب يافعين  -  رومانس  -  دراما  -  تراجيديا



نبذة عن الكتاب:
هازل غريس مراهقة تم تشخيصها قبل سنوات بسرطان قاتل لا أمل للشفاء منه وهي الآن تتعايش مع المرض وتقضي أوقاتها جنباً إلى جنب مع مستوعب الأكسجين والكانيولا المرتبطة بأنفها كي تتمكن من التنفس برئتيها اللتين يعشش فيهما المرض.
تصر أمها على أن تحاول عيش حياتها بطريقة طبيعية فترسلها إلى حلقة دعم اجتماعي حيث تلتقي بفتى مرح وجميل الروح والمنظر وهو أغسطس واترز. أغسطس حالة ناجية من سرطان نخاع العظم وقد تم بتر رجله واستبدالها بأخرى صناعية في محاولة للسيطرة على تفشي المرض لديه.
يبدي أغسطس فوراً إعجاباً بهازل ولا يخفي ذلك. يخوضان معاً التجارب ويسابقان الزمن في محاولة لكسب الوقت ضد السرطان وتحقيق الأمنيات واستكشاف المشاعر.



نظرة عامة على الكتاب:
قد يعرف معظمنا هذا العنوان من الفيلم الشهير الذي صدر له في العام 2014 والحق أني لم أشاهده بعد فلدي نفور طبيعي من أفلام التراجيديا والرومانسية وما إلى ذلك. فمالذي دفعني لقراءة هذا الكتاب من بين كل الكتب بحق الجحيم؟
حسناً.. الواقع أنني اشتريته والحق يقال أنني أقرأ كل كتاب فيزيائي تقع عليه يدي بينما لا أستطيع إلا أن أقيم مقارنات ومنافسات صارمة بالنسبة للكتب الإلكترونية. والسبب مجهول تماماً.

في البداية أتمنى أن تسمحوا لي ببعض المساحة لأقول أنني أحب.. بل وأعشق الكتب التي تُكتب أحداثها على ألسنة شخصياتها. كأنك تسمع مثلاً هازل غريس بنفسها وهي تحكي لك عن تلك المرة التي عشقت فيها ذلك الفتى ذو الابتسامة الجانبية الذي ظل يحدق إليها في حلقة مجموعة الدعم.. ذلك النوع من الكتب الذي تروي فيه الشخصية تفاصيل القصة هو جميل ومباشر وأحبه لأنه خالي من الوصفية الخارجية وحيث أنها تعبر عن أفكار الشخصية الراوية بكل شفافية وجلال ورغم ذلك تجدها غامضة فيما يتعلق بأفكار الشخصيات الأخرى ومشاعرها فالراوي في النهاية مجرد راوٍ ولا يعلم خبايا النفوس لباقي الشخصيات.
وكذلك من الأمور الصغيرة التي أحبها في ذلك هي أننا نادراً ما نعرف الشكل المحدد للراوي فالراوي لا يصف نفسه في معظم الأحيان! بل بتلميحات صغيرة تدل على ذكاء الكاتب مبعثرة هنا وهناك.. أما بالنسبة للشخصيات الأخرى فيكون الوصف كاملاً وبإسهاب.. كم أحب ذلك التناقض!

المهم ولنعود لموضوع هذه التدوينة.. فالحق أني ما كنت متحمسة كثيراً لقراءة هذه الرواية ومضيت على طول الفصول بمضض، والترجمة الرديئة للنسخة العربية لم تساعد فاضطررت لاتباع استراتيجية أمقتها كل المقت وهي القراءة جنباً إلى جنب مع النسخة الأصلية بغرض المقارنة بين الجودتين وكذلك.. كي لا أندم على خسارة المال على كتاب اشتريه مرتين للأسف.
بداية الكتاب بالنسبة لي كانت مملة.. ولم أتحمس كثيراً حتى وصلت إلى الفصول الثلاثة الأخيرة التي كانت من أجمل ما في الكتاب والتي كانت في الواقع تمثل شيئاً مما كان من المفترض لهذه الرواية أن تكونه.
فالعاطفة التي يفترض أن تسبب انهمار الدموع لم تكن بتلك الحدة. أقول ذلك وانا أعنيه تماماً.. فأنا وبامتياز من الناس الذين يذرفون الدموع بسخاء حتى على الاعلانات التلفازية العاطفية. أما في هذا الكتاب فأذكر أني بكيت مرتين فقط في الفصول الخواتم. فمقارنة بقصة حب وصراع مع المرض مبنية على أحداث واقعية مثل "لتر من الدموع" مثلاً.. هذا الكتاب ليست أمامه أية فرصة.

لكن وإنصافا للجوانب الجيدة في هذه الرواية ولكي لا تبدو هذه المراجعة كمعلقة من التحامل والذم المتواصل، ينبغي أن أذكر بأمانة بعض الجوانب الجميلة والتي أعجبتني فعلاُ فيها.
مثلا لدينا الشخصيات.. صدقاً، قد أعطي هذا الكتاب خمس نجوم لو كان الأمر متعلقاً بالشخصيات فقط.. فهازل شخصية مثيرة للاهتمام بامتياز وذكية ونظرتها للحياة رغم المرض تثير اعجابي. أثناء سردها للقصة تشعرك وكأنها شخص معافى تماماً ولا تهتم كثيراً لحقيقة كونها تملك عدداً محدوداً من السنوات لتعيشها على أقصى تقدير. رغم ذلك هي ليست غير مبالية أو تدعي الشجاعة بل هي على دراية تامة بمرضها ولكنها ببساطة تعيش كل يوم بيومه. في مشهد جميل تصف فيه هازل الصوت المزعج لجهاز التنفس الصناعي الذي لا يمكنها أن تنام بدونه ولكي تحتال على إزعاجه تتخيله وكأنه تنفس تنين أليف رابض عند قدمي سريرها ويألفها لدرجة أنه يزامن تنفسه مع تنفسها..
أما أوغست (أغسطس) واترز فهو عبارة عن قنبلة من العاطفة والمرح والتعليقات الحاذقة والتلميحات التي تصيب عين الهدف وهذه هي الخامة المميزة لفرسان الأحلام والرفقاء الخياليين للقارءات العاطفيات وآمل أني لست منهن ^^".. ولنصف أغسطس واترز يمكننا أن نذكر كمثال أنه "يدخن بلا تدخين"! فهو يضع السيجارة بين شفتيه ولا يشعلها في رمزية قوية لكونه على تواصل دائم مع الشيء القاتل دون أن يعطيه الفرصة لأن يقتله! ولكم يحب أغسطس واترز الرمزيات..

وشيء صغير آخر قد لا يشكل أهمية كبيرة ولكني أحب التفاصيل الصغيرة التي قد لا تشكل فارقاً كبيراً ولكن الكاتب يبذل فيها جهداُ رغم أنها أحيانا تمر مرور الكرام على بعض القراء (ذلك النوع من حس التقدير لجهود الكاتب على تفصيل صغير يدل على الإتقان بالنسبة لي) .. باختصار: التفاصيل الطبية في الرواية (متعوب عليها). رغم وجود دواء خيالي ولا وجود له في الواقع وهو الفلانكسور الذي يلتصق بالخلايا السرطانية ويبطيء نموها.. إلا أن الروتين العام لمريض السرطان (وخاصة سرطان الرئة) يدل على أن جون غرين قد أمضى الكثير من الوقت لدراسة السلوك الفعلي للمرضى وحياتهم اليومية.. وهذا مجهود يستحق الملاحظة والامتنان.
ومن الجدير بالذكر أن جون غرين قد نقل إلينا الصورة ليذكرنا بطريقة غير مباشرة بأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.


الكتاب يصلح لمحبي القصص الرومانسية الجيدة والواقعية وغير المبتذلة
وبالنسبة للترجمة العربية للكتاب فهي متوفرة ورغم أنها لم ترضني شخصياً وتضيع الكثير من الصور البلاغية لأسلوب الكاتب إلا أنها تفي بالغرض وأنصح بها لمن لا يجيد الإنجليزية أو يتقنها.



تقييم شخصي للكتاب:
كنت لأعطي الكتاب ثلاثة نجوم فقط من خمس ولكن الفصول الأخيرة فاجأتني ولولاها لما قررت كتابة هذه المراجعة أصلاً
ولذا فتقييمي الشخصي النهائي لهذا الكتاب هو
4\5


وفي النهاية وكما هي العادة، آمل أن تساعد هذه المراجعة على إفادتكم فيما يتعلق بهذا الكتاب
وأتمنى أن تحوز على استحسانكم
وإلى كتابٍ آخر~



هناك تعليق واحد:

  1. انا تقييمي لهذا الكتاب وهذه المراجعه المدهشه ٩.٥\١٠

    ردحذف

مدونة تسوندوكو © 2014