الأحد، 17 يناير 2016

مراجعة كتاب : إترليموس لعبد العزيز حمزة

الأحد، 17 يناير 2016

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب وصلتني منه نسخة مجانية من الأستاذ عبد العزيز حمزة منذ فترة ليست بالقصيرة..
الكتاب أذهلني كونه مداخلة عربية في عالم الأدب الروماني الغزير والملاحم التاريخية وهو ما لم أتوقعه من كتاب أدبي عربي على الإطلاق

معلومات عن الكتاب

اسم الكتاب:
إترليموس
Eterlimus
المؤلف: عبد العزيز حمزة
اللغة الأصلية: العربية
الترجمة الإنجليزية للكتاب: متوفرة
التصنيفات: أدب -  تاريخي  -  ملحمة



نبذة عن الكتاب:
الكتاب يروي قصة رجل روماني يسمى إترليموس قفد والده إثر قتله على يد الملك الحالي لوسيوس تاركينيوس
بعد اعتلائه عرش روما غاصباً بمكيدة دبرها للملك السابق وهو والد زوجته، الملك سيرفيوس توليوس
لم يكتف تاركينيوس فقط بقتل الملك السابق بل وكذلك كل من يواليه وعوائلهم وذراريهم، ومن بينهم
كبار وزراء الملك السابق وهو والد إترليموس و والدته وشقيقته الصغرى معهم.


تم تبني إترليموس من قبل رجل يدعى فلافيوس الذي أحسن إليه وكان له كالأب وعلمه كل ما يصلح حياته
وحاول جاهداً أن يشغله عن فكرة الانتقام لمقتل والديه وشقيقته من الملك الحالي تاركينيوس
كبر إترليموس ليكون تاجراً حاذقاً امتهن تجارة الرقيق وغدا أكبر تجار روما وذاع صيته ليقصده كبار البلاد 
لجودة بضاعته وحسن معاملته للأحرار والعبيد.
ولكن يظهر أن فلافيوس قد نجح في ابعاد تفكير إترليموس عن الانتقام حتى تحصل حادثة معينه تكون بمثابة الزناد الذي أطلق دفعة واحدة كل مشاعر الحقد والانتقام الدفينة بداخله.





نظرة عامة على الكتاب:
الرواية متقنة جداً ومحكمة الحبكة وتسلسل الأحداث فيها عبقري إذ أن حدثاً قد يبدو غير ذي شأن في بداية الرواية
قد يكون له كل الأثر في خاتمتها. مثال على ذلك سمعة إحدى الشخصيات وهي لوكريتيا الأسطورية ومكانتها في قلوب شعب روما كملكة الطهر والعفة وضرب المثل بجمالها وخلقها وتكاد تكون في أعينهم ابنة من بنات الإله جوبيتر.
وصف لوكريتيا بحد ذاته ماكان بتلك الأهمية حينما ذكر أول مرة ولكنه على المدى البعيد أدى إلى أكبر حدث في الرواية كلها ولا أريد الخوض في تفاصيلها كي لا أفسد لمن لم يقرأ الكتاب بعد.


الكتاب ككل قيم والحبكة عبقرية. نجح الكاتب في تصوير الجو الروماني العتيق من نواحي عديدة: الملاحم الأسطورية و العلاقات البشرية من الحب للصداقة للخيانة والغدر حكايات الآلهة ومؤامرات سرية وملوك وطغاة وأتباع خبيثون وعبيد مخلصون. كل ما تطلبه من الرواية التاريخية.أنصح بها لمحبي قصص الانتقام كوني استمتعت كثيراً برواية الكونت مونت دي كريستو فلقد وقعت هذه الرواية بمكان بالنسبة لي.



الإيجابيات:

1- تتابع الأحداث كما قلت فكل حدث له دور في الحبكة والصورة النهائية للقصة. نجمة لهذه النقطة
2- نجمة أخرى لكون التشبيهات بليغة جداً وعديدة في الرواية وقد استمتعت جداً بكل مشهد مصور بدقة ووصف لا يخلو من البلاغة.
3- والنجمة الثالثة لأن الرواية متزنة جداً ولا تركز على حشو المضمون بالزخرفات اللغوية والفخفخات المبالغ فيها لزيادة كتلة العمل، تركز على الرواية كرواية وتضع الأحداث أولاً وأخيراً وهذا ما جعلها في نظري رواية غير مملة ولم أحتج أبداً إلى القفز بين أية أسطر غير ضروية لأصل إلى الزبدة.
4- النجمة الرابعة: (بالنسبة للنسخة العربية كوني لم أقم بقراءة الإنجليزية) اللغة متناسقة والحوارات تعطي الجو الروماني المفعم بدون أي مبالغات أو إقحام للغة العربية بمواقف لا تناسبها كي تخرب الجو كلغة دخيلة. الحوارات غنية وغير مبالغ فيها درامياً وممتازة ككل.


السلبيات:

السلبية الوحيدة التي وجدتها في الكتاب كانت الأخطاء المطبعية واللغوية والنحوية الكثيرة فيه وكأنه لم يخضع للتدقيق. قد يعزو ذلك لكوني حصلت على الكتاب بطبعته الأولى. في إحدى الصفحات وجدت ثلاثة أخطاء تباعاً في سطر واحد! النجمة الناقصة من تقييم الكتاب هي لهذه السلبية ..وللأمانة فقد تلقيت رسالة من المؤلف يفيدني فيها بمراجعة جميع الأخطاء وتصويبها في الطبعة الثانية من الكتاب.. وللأمانة مجدداً أنا لم أقتنِ الطبعة الثانية وذلك على ذمة الكاتب.



تقييم شخصي للكتاب:
الكتاب يقدم تحربة جديدة ويلقي اهتماماً جديداً على الأدب العربي وهو تدخله في الملحمة الرومانية وهذا شيء استحسنته للغاية لخروجه عن النمط المبتذل للأدب العربي الحالي.
أعطيت كتاب إترليموس 4\5


أشكر لكم قراءة هذه التدوينة وأتمنى أن تفيدكم بتعريفكم على كتابٍ مفيد
وإلى كتابٍ آخر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة تسوندوكو © 2014